مشعل برشم حارس مرمى نادي السد والعنابي الفائز بكأس الأمم الآسيوية 2023 ” حلمي هو الفوز بكأس العالم”

يود فريق عمل مجلة بطولات الرياضية الترحيب بسيادتكم كما نود أن نقدم لكم جزيل الشكر والعرفان والتقدير لموافقتكم على اللقاء ومساهماتكم الفعالة لتحقيق أهداف فريق العمل في الصحيفة.

1- حدثنا عن بدايتك في عالم الرياضة وما الذي جذبك للعب كرة القدم؟

منذ نعومة أظافري كنت أحب الرياضة، وكنت أعيش في أسرة تشجع أبناءها على ممارسة الرياضة بشكل حماسي، وأخي الأكبر هو بطل قطر الأوليمبي في القفز الغالي معتز برشم، كما كانت كرة القدم تشكل جزءًا كبيرًا من حياتي اليومية وشغفي بها لا يُضاهى. كما هو الحال مع معظم الأطفال، كنت أجد نفسي ألعبها في المدرسة ومع الأصدقاء في الحي. لكن مع مرور الوقت، نمت شغفي باللعبة وتحول من مجرد هواية إلى طموح حقيقي في تحقيق الاحتراف.

2- وما هي من وجهة نظرك أهم المميزات البدنية والذهنية التي يجب أن تتوفر في لاعب كرة قدم حارس مرمى حتى يصل لأعلى مستويات الإتقان في احترافه للعبة؟

لتحقيق النجاح كحارس مرمى والوصول إلى المستويات العالية، هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي يجب توافرها في الأفراد الراغبين في هذا المجال. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يكون الحارس في حالة لياقة بدنية عالية، حيث يتطلب الدور تحملًا بدنيًا كبيرًا. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على حارس المرمى أن يمتلك بعض الصفات الفريدة التي تميزه عن غيره من اللاعبين، مثل القدرة على التركيز واتخاذ قرارات سريعة في لحظات الضغط. بالطبع، الطول يعتبر أيضًا عاملًا هامًا، حيث يمنح الارتفاع المزيد من القدرة على التصدي للكرات العالية. ولا يقتصر الأمر على الجوانب البدنية فحسب، بل يجب أيضًا أن يكون لدى الحارس ثقة عالية بالنفس وقوة عقلية لا تهزم، إذ يتعين عليه التصدي للضغوطات والتحديات التي قد تواجهه في المباريات بثقة وتصميم.

3- وما هو فريقك الذي تشجعه عالمياً على مستوى الفرق والمنتخبات؟

يعتبر ريال مدريد فريقًا له تاريخ حافل بالإنجازات والبطولات، ولا شك أن أسلوب لعبهم الديناميكي والممتع يجعلهم محط أنظار عشاق كرة القدم حول العالم. يتميز الفريق بقدرته على تحقيق النجاح والتفوق على منافسيه في مختلف المسابقات، سواء كانت داخل إسبانيا أو على الساحة الأوروبية.

ومن الجوانب المثيرة للإعجاب في ريال مدريد هو التزامهم بتطوير المواهب الشابة من خلال مدرستهم الناشئة المتميزة. فهم يولون اهتمامًا كبيرًا لتهيئة اللاعبين الشبان وتطوير مهاراتهم، وهذا ما يجعلهم قادرين على منافسة الفرق الكبيرة على المستوى الوطني والقاري. بفضل هذه السياسة الاستثمارية في الشباب، يتمتع ريال مدريد بقاعدة لاعبين شابة موهوبة تضم العديد من اللاعبين الذين يمثلون مستقبل الفريق والمنتخب الوطني الإسباني.

شخصياً أعتبر أن تفوق ريال مدريد في تطوير اللاعبين يعكس التزامهم بالتميز والجودة، هو ما يجذب المشجعين ويثير إعجابهم. تاريخهم الحافل بالبطولات والإنجازات يبرز مكانتهم كواحد من أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم، ويجعلهم محط جذب للعديد من عشاق اللعبة في جميع أنحاء العالم.

 أما بالنسبة للمنتخبات فأنا أعشق المنتخب الأرجنتيني والفرنسي حالياً بسبب جودة اللاعبين العالية التي يتمتع بها تشكيلهم، خاصة بوجود ليونيل ميسي في صفوف المنتخب الأرجنتيني، ووجود كيليان امبابي على رأس قائمة هجوم المنتخب الفرنسي.

4- وبمناسبة الحديث عن الكرة العالمية هل فكرت في الاحتراف دولياً؟

بالتأكيد، لا يوجد لاعب محلي لا يحلم بأن يكون له تجربة احترافية ممتازة في الملاعب العالمية وخاصة في الملاعب الأوروبية، وبعد النجاح الكبير الذي حققه اللاعبون العرب وفي مقدمتهم محمد صلاح ورياض محز بات حلم الانضمام لأكبر الأندية الأوروبية يراودني وباقي زملائي بصورة أقوى.

5- وكيف تقيم مستوى المنتخب القطري الآن؟

أعتقد أن المنتخب القطري حالياً هو سيد آسيا بلا منازع، صحيح أننا تعرضنا لتراجع في أدائنا في الدور الأول من بطولة كأس العالم قطر 2022، لكننا نجحنا ولله الحمد في تحقيق بطولة كأس الأمم الآسيوية 2033، وبنجاح ساحق تفوقنا فيه على خصوم عنيدين كالمنتخب الأردني. ولذلك أعتقد أن تكامل عناصر الفريق والخبرة الكبيرة التي اكتسبناها في السنوات الماضية تضعنا في مصاف الفرق الكبرى في آسيا.

6- وما هي آمالك وتطلعاتك مع المنتخب القطري للمرحلة القادمة؟

أولاً أن أستمر شخصياً في تقديم أفضل المستويات كحارس للمنتخب القطري وفي الحفاظ على مركزي كحارس أول لعرين العنابي، وقد كان فوزي بجائزة أفضل حارس مرمى في كأس الأمم الآسيوية 2023 دفعة كبيرة لي لأن أعرف أن جهودي في التدريب قد آتت ثمارها.

أما بالنسبة للمنتخب القطري فأحلم مع باقي زملائي بأن نتأهل لكأس العالم المقبلة في العام 2026، وأن نقدم فيها أداء يليق بالاسم والسمعة الممتازة التي بات يتمتع بها المنتخب القطري.

7- وما الذي ينقص الكرة القطرية والدوري القطري ليكون على مستوى أفضل الدوريات ف العالم؟

تواجه الدوري القطري العديد من التحديات التي تؤثر على جودة المنافسة وجاذبيته، ومن بين هذه التحديات يأتي قلة عدد الجماهير التي تشجع الفرق كواحدة من المشكلات الرئيسية. إن دور الجماهير لا يقتصر فقط على تحفيز اللاعبين بل يمتد أيضًا إلى خلق أجواء من الحماس والتشجيع الذي يعزز أداء الفرق ويجعل المباريات أكثر إثارة وجاذبية.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني الدوري القطري من قلة عدد اللاعبين الدوليين القطريين، مما يجعل الفرق تعتمد بشكل متزايد على اللاعبين المحترفين من خارج قطر. وعلى الرغم من أن وجود هؤلاء اللاعبين يساهم في رفع مستوى الفرق القطرية، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تطور المواهب القطرية الصاعدة، حيث قد تجد هذه المواهب صعوبة في الحصول على الفرص الكاملة للتألق والتطور.

لذا، يتعين على الجهات المعنية في الدوري القطري اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة تفاعل الجماهير مع المباريات وتشجيع المواهب القطرية الصاعدة من خلال تطوير برامج تنمية المواهب وتوفير الفرص المناسبة لتطويرها وظهورها على الساحة الرياضية الوطنية والدولية.

8- وهل تعتقد أن الإعداد الذي يتلقاه المنتخب القطري ولاعبيه الناشئون في قطر كافٍ للوصول للمستويات المطلوبة وتحقيق أحلام الجماهير القطرية؟

يجب علينا الاعتراف أن صغر القاعدة السكانية في دولة قطر يمثل تحديًا رئيسيًا يواجه الرياضة القطرية، حيث تكون القدرة على اكتشاف وتطوير المواهب الرياضية محدودة نتيجة لهذا العامل. يعزى هذا التحدي أيضًا إلى قلة الأكاديميات الرياضية المتخصصة في إعداد اللاعبين في المراحل العمرية المبكرة، والتي تعاني من قلة الإمكانيات والتجهيزات الفنية.

ومع ذلك، تبرز أكاديمية أسباير كنموذج يجب الاقتداء به في تطوير الرياضة القطرية. فقد نجحت أسباير في تحقيق نجاحات ملموسة من خلال إنتاج جيل مميز من لاعبي كرة القدم القطريين، والذين أثبتوا جدارتهم وقدراتهم على المستوى الدولي. ومن أبرز الإنجازات التي حققها هذا الجيل هو الفوز بكأس آسيا لكرة القدم، وهو إنجاز تاريخي للكرة القطرية.

وتجسد أكاديمية أسباير من وجهة نظري الروح التطويرية والمثابرة في تطوير المواهب الشابة، حيث توفر بيئة تدريبية متطورة وبرامج متكاملة لتطوير المهارات الفنية والبدنية والذهنية للاعبين. كما تسعى الأكاديمية إلى تعزيز القيم الرياضية والروح الجماعية لدى اللاعبين، مما يسهم في بناء شخصيات رياضية قادرة على تحقيق النجاح في مختلف الميادين.

باعتبارها قصة نجاح محققة في عالم الرياضة، تعكس أكاديمية أسباير الإمكانات الكبيرة التي تحملها الرياضة القطرية، وتثبت أن الاستثمار في تطوير المواهب الشابة يمكن أن يؤدي إلى نتائج مذهلة على المستوى الدولي.

9- وفي النهاية: ما هي نصيحتك لسباب القطري الراغب في دخول عالم الرياضة على مستوى احترافي؟

أعتقد أن تحقيق النجاح في مجال الرياضة يتطلب الكثير من الجهد والتفاني، ومن الضروري أن يكون لدى الرياضيين أهداف واضحة توجه مسارهم الرياضي نحو التحقيق والتميز. سواء كانوا يتطلعون لممارسة الرياضة على مستوى الاحتراف الكامل أو على مستوى هواية، يجب عليهم أن يعملوا بجد وباستمرار على تطوير مستوياتهم البدنية والفنية.

وأشدد على أن التواضع والعزيمة هما أساس النجاح في أي مجال، وخاصة في عالم الرياضة حيث يتطلب التحدي المستمر والمنافسة الشديدة النضال والتفاني. يجب أن يكون الرياضيون مستعدين لتحدي أنفسهم وتجاوز العقبات التي تعترض طريقهم، وأن يظلوا متواضعين في النجاح ومتحدين في التعامل مع الهزائم.

وعلاوة على ذلك، أرى أنه يجب على الرياضيين أن يستمتعوا بممارسة الرياضة بغض النظر عن طبيعتها، سواء كانت منافسة أو تحدياً، فالاستمتاع باللعب والتنافس يمنحهم الدافع والحماس اللازمين لتحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات التي قد تواجههم.

وباختصار، يتطلب تحقيق النجاح في الرياضة الجهد المستمر، والتواضع، والعزيمة، والاستمتاع بممارسة النشاط الرياضي، وهذه القيم هي التي تساعد الرياضيين على تحقيق أقصى إمكاناتهم وتحقيق النجاحات على المستوى الشخصي والمهني.

نشكركم شكرا جزيلاً على الوقت الذي منحتموه لمجلتنا ولقرائنا، ونتمنى لك المزيد من النجاحات في حياتك العملية كممثل لمنتخب العنابي واسم قطر الغالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *