رئيسة لجنة رياضة المرأة القطرية: لولوة المري ” الكادر النسائي في اللجنة الأولمبية القطرية تجاوز 37% من هيكلها التنظيمي”

مقابلة السيدة / لولوة حسين المري
رئيس لجنة رياضة المرأة القطرية
في البداية يود فريق عمل مجلة بطولات الترحيب بسيادتكم كما نود ان نتقدم بأسمى معاني الشكر لاستجابة سيادتكم لإجراء هذه المقابلة..
يسعدنا أن نتحدث معك اليوم.. هل يمكنك مشاركة نبذة عن مسيرتك الشخصية والمهنية؟
بدأت مسيرتي المهنية كمعلمة تربية رياضية، وبحكم إجادتي للغة الإنجليزية، التحقت باللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية 2006، وكان لها دور بارز في ترسية خطوات المرأة بالرياضة كأول دورة ألعاب منظمة على أرض دولة قطر، ومن ثم بالعام 2007 التحقت بالعمل في اللجنة الأولمبية القطرية، وعملت في العديد من البطولات التي استضافتها دولة قطر منها دورة الألعاب العربية 2011، وبطولات أخرى، حصلت على ماجستير تنفيذي في إدارة التنظيم الرياضي، جامعة بواتييه الفرنسية 2009، بمنحه من اللجنة الأولمبية الدولية، وكانت خطة استراتيجية عن رياضة المرأة القطرية 2009 وخلال البحث التحقــــت بلجنة

رياضة المرأة القطرية و انتخبت كأمين سر في 2009، ثم انتخبت رئيسًا للجنة رياضة المرأة القطرية في عام 2016، حصلت على درجة البكالوريوس في التربية البدنية وعلوم الرياضة من جامعة قطر في 2002، وشهادة التميز في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية من كلية التربية بجامعة قطر، وبرنامج القيادة التنفيذية- مركز قطر للقيادة 2016-2017.
كيف بدأ اهتمامك برياضة المرأة وتطويرها في قطر؟
منذ فترة طويلة، وذلك عندما ناقشت رسالة الماجستير في جامعة بواتييه الفرنسية 2009، والتي كانت متعلقة عن خطة استراتيجية عن رياضة المرأة القطرية، وهنا تبلورت الرغبة بداخلي في أن أكون جزء من منظومة رياضة المرأة في قطر، وبالفعل التحقت في اللجنة منذ عام 2009، إلى أن وصلت إلى رئاسة اللجنة في عام 2016..
رياضة المرأة في قطر تأخذ حيزًا مقدرًا من الاهتمام على كل الأصعدة، وهناك سعي كبير من لجنة رياضة المرأة القطرية على تشجيع السيدات والفتيات على ممارسة الرياضة باعتبارها سلوكًا حضاريًا وصحيًا مهمًا جدًا، ومن خلال رئاستي للجنة رياضة المرأة القطرية، نجحنا في زيادة عدد الممارسات للألعاب الرياضية، حيث بلغ عدد لاعبات كرة القدم، نحو 455 لاعبة، وفي لعبة كرة السلة ارتفع العدد إلى قرابة 380 لاعبة، حيث لم يكن يتجاوز العدد 15 لاعبة في عام 2000، وكذلك ارتفع عدد لاعبات كرة اليد من 35 لاعبة إلى 215، وعدد لاعبات الكرة الطائرة من 30 ممارسة إلى 266، وبلغ عدد لاعبات تنس الطاولة نحو 170 لاعبة، وبالطبع هذا الأمر يؤكد تطور رياضة المرأة على مدار السنوات الماضية ، هذا إلى جانب زيادة الأنشطة المجتمعية للسيدات واستقطابهن لممارسة الرياضة في مرافق اللجنة وزيادة أعدادهن .
ما هي رؤيتك لمستقبل رياضة المرأة في قطر؟
وفي السنوات الأخيرة الرياضية النسائية القطرية بات لها صدى عالميًا من خلال حوكمتها المتقنة وإدارتها المتمكنة، وبتمكين المرأة في المناصب القيادية، ونحن نتطلع إلى لمواكبة تطلعات رؤية قطر 2030، حيث تعمل لجنة رياضة المرأة القطرية باستمرار على رفع نسبة المشاركة الرياضية الأسبوعية، 90% بحلول عام 2030، من خلال توفير بيئة رياضية أكثر شمولًا وتشجيع مزيد من الفتيات والنساء على ممارسة الرياضة.. كما تسعى لجنة رياضة المرأة القطرية إلى تقديم الدعم الكامل للمنتخبات النسائية في الاتحادات الرياضية لإنشاء فريق رياضي أولمبي قوي، لاسيما أن الدوحة مقبلة على استضافة دورة الألعاب الآسيوية- آسياد 2030، وهدفنا مشاهدة المرأة القطرية على منصات التتويج.
خلال مسيرتك المهنية الحافلة بالإنجازات هناك العديد من الأحداث التي تفتخرين بها وتعتبر من أفضل الأحداث بالنسبة لك هل يمكنك مشاركتنا بعض هذه الاحداث؟
افتخر بمشاركتي مع فريق عمل لإعداد أول مشاركة أولمبية قطرية، حيث تم العمل قبل ذلك بزمن لنتمكن من المشاركة في أولمبياد لندن 2012، كأول ظهور نسائي في الأولمبياد من خلال تواجد الرامية بهية الحمد «البندقية»، والعداءة نور المالكي «100 متر»، والسباحة ندى وفا عركجي «سباحة حرة»، وآية مجدي «كرة الطاولة»، ومن دواعي سروري أنني كنت رئيسة البعثة النسائية في أولمبياد لندن بمشاركة أربع لاعبات من قطر للمرة الأولى.
بصفتك رئيسة لجنة رياضية المرأة القطرية ما هي الخطوات التي تتخذها اللجنة في قطر لتشجيع المرأة على المشاركة الفعالة في الرياضة؟
تسعى لجنة رياضة المرأة القطرية إلى تحسين الأداء الرياضي النسائي وذلك من خلال إقامة العديد من البطولات بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية والاتحادات والأندية، وتعزيز مشاركـــة

المرأة في الفعاليات والمؤتمرات والدورات الرياضية ، وتحسين القدرات الإدارية والفنية لدى السيدات، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الأنشطة الرياضية ، إلى جانب البرامج المخصصة للمدارس والجامعات ومراكز الفتيات التابعة لوزارة الرياضة والشباب .
ما هي التحديات التي واجهتها في مسيرتك كرئيسة للجنة؟ وكيف تمكنتِ من التغلب على هذه التحديات؟
تعتبر من أبرز التحديات التي واجهتنا هي العادات والتقاليد إلى جانب معارضة الأهل لممارسة فتياتهن للرياضة خاصة مع بلوغهن سن الرشد، واعتزال بعض اللاعبات للرياضة بمجرد الزواج، ولكن استطعنا نوعا مًا التغلب على هذا الأمر من خلال سرد العديد من النماذج لبطلات متزوجات، ويؤدين دورهن الأسري والرياضي، دون تأثير أي جانب في الآخر، والاستفادة أيضًا من البطلات الموجودات داخل دولة قطر، واعتبارهن مثالًا تقتدي به الفتيات في بداية حياتهن الرياضية، وذلك من خلال مبادرات تقوم بها تلك البطلات في التجمعات التي تخص الفتيات، وإسهاماتهن في اكتشاف المواهب، من خلال إقامة منافسات استعراضية معهن في العديد من البطولات.
هل يمكنك اخبارنا عن بعض البرامج أو المبادرات التي أطلقتها اللجنة لدعم الرياضيات؟
تقوم لجنة رياضة المرأة القطرية بدعم البرنامج الأولمبي المدرسي في قطر، وبرنامج كن رياضيًا، واليوم الرياضي لدولة قطر، وبرامج إعداد اللاعبات والمدربات والحكمات من خلال إنشاء الأكاديميات الرياضية، وإقامة الدورات التدريبية في مجالي التحكيم والتدريب في الألعاب الجامعية ، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية ، ومنها مهرجان البحث العلمي الرياضي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومدارس الدولة، ومهرجان اكتشاف المواهب في الألعاب الجماعية، وأيضاً جائزة اللياقة البدنية لطالبات المدارس ، وبرنامج في الحركة بركة الذي أقيم في 2015 وهو برنامج رياضي صحي متكامل يشمل عدد من حصص تمارين اللياقة البدنية ومحاضرات توعوية عن الأسرة والصحة ، إلى جانب ورش عمل عن التغذية الصحية ، وأقيم هذا البرنامج على كافة مناطق الدولة ( الدوحة – الوكرة – الخور – دخان ) .
ما هو دور اللجنة في تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة؟ وما هي أبرز الرياضات التي تجذب المرأة القطرية حاليًا؟
ساهمت لجنة رياضة المرأة القطرية في تعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين في الرياضة القطرية، من خلال شراكتها المثمرة مع اللجنة الأولمبية القطرية منذ عام 2001 وذلك بتحقيق العديد من الإنجازات، كان أبرزها مشاركة المرأة في الأنشطة الرياضية وبراعتها في إدارة الأحداث الرياضية، ومشاركة اللاعبات القطريات في الدورات الرياضية التي تقام داخل الدولة وخارجها ،
كما أننا نفتخر بوجود كادر نسائي في اللجنة الأولمبية القطرية يتجاوز 37% في هيكلها التنظيمي، وكذلك وجود بعض العناصر النسائية في القيادات الرياضية في الاتحادات وكذلك في الأندية واللجنة العليا للمشاريع والإرث ووزارة الرياضة والشباب ، وهو يؤكد أن دولة قطر تعمل على المساواة بين الجنسين في المجال الرياضي وكافة المجالات الأخرى ..
وبخصوص الرياضات التي تجذب المرأة القطرية في الوقت الراهن، نجد رياضة البادل، فهناك إقبالًا كبيرًا جداً على ممارستها بالإضافة إلى بطولات تحدي اللياقة البدنية..
كيف تقيمين التقدم الذي أحرزته قطر في مجال رياضة المرأة على الساحة الدولية؟
نجحت المرأة القطرية في التعبير عن نفسها بقوة على الساحة الرياضية، والتأكيد على تميزها، بفضل الاهتمام والرعاية والدعم من القيادة الرشيدة، والتوجيهات والمتابعة من قبل سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، ما ساهم في

تحقيقها للكثير من الإنجازات على كافة المستويات الفنية والإدارية .
كيف تساهم اللجنة في دعم الرياضيات القطريات في المحافل الدولية؟
تعمل لجنة رياضة المرأة القطرية يداً بيد مع الاتحادات الرياضية في توفير البيئة المناسبة بهدف تجهيز اللاعبات وذلك بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية ، لاسيما أنه وبموجب قرار سعادة رئيس اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني في عام 2020 بنقل المنتخبات النسائية إلى الاتحادات الرياضية المعنية أصبح دور لجنة رياضة المرأة القطرية معنوياً في تقديم الدعم اللاعبات خلال المشاركات الخارجية ، والعمل على توفير مرافقها لتدريب وتجهيز اللاعبات لهذه المشاركات .
ما هو تأثير استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في قطر على رياضة المرأة؟
بالتأكيد استضافة دولة قطر لكبرى الأحداث الرياضية، له دور مهم ، ولعل أبرزها احتضان مونديال قطر 2022، حيث لفت أنظار العالم لما تقوم به دولة قطر، كما لعبت المرأة القطرية دورًا حيويًا خلال استضافة نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، بتواجد كوادر نسائية قطرية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والمشاركة بفاعلية في تنظيم مثل هذه الأحداث التاريخية، والكثير منهن يشغلن مناصب عليا، ويتمتعن بمهارات قيادية متميزة.. ومنها على سبيل المثال فاطمة النعيمي، المدير التنفيذي لإدارة الاتصال والإعلام باللجنة العليا للمشاريع والإرث، وميعاد العمادي، مديرة الفعاليات باللجنة المنظمة لكأس آسيا قطر 2023، كما شاركت لاعبات منتخب قطر لكرة القدم للسيدات في العمل التطوعي خلال تنظيم مونديال قطر 2022.
هل يمكنك الحديث عن أي شراكات دولية تعمل اللجنة عليها لتعزيز رياضة المرأة؟
ترتبط لجنة رياضة المرأة القطرية بشراكات مختلفة مع عدد كبير من اتحادات كرة القدم والأندية العالمية بالإضافة إلى اللجنة العليا للمشاريع والإرث ممثلة في الجيل المبهر، برنامج الإرث الإنساني والاجتماعي لمونديال قطر 2022، وكذلك السفارات، وقد ساهم هذا الأمر في تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية مثل خوض مباريات ودية مع منتخب أفغانستان لكرة القدم للسيدات، فريق بايرن ميونيخ الألماني، وكذلك برنامج إعداد مدربات العالم بالتعاون مع الاتحاد الهولندي لكرة القدم والسفارة الهولندية وذلك بهدف تعزيز وتطوير الرياضة النسائية في قطر.
ما هو تقييمك لدور الإعلام في تعزيز صورة المرأة الرياضية في قطر؟
يلعب الإعلام دورًا فاعلًا في نقل الأحداث الرياضية وتناولها بالصورة التي تضمن التطور والارتقاء، كما نجح الإعلام الرياضي في تغطية جميع الألعاب أسوة بمنافسات الرجال، وهو بالتأكيد هو إيجابي لم يكن متوفر منذ سنوات ماضية..
ما هي رسالتك للفتيات والنساء اللاتي يطمحن إلى دخول مجال الرياضة؟
إن استغلال الفرص المتاحة ضروري جدًا لكل فتاة رياضية لديها طموح في هذا المجال، وما نشاهده من تطور مجتمعي في الوقت الحالي يسهم وبشكل كبير في حرية ممارسة الرياضة لدى الفتيات، ما يجب أن يعلمه الجميع بأن الرياضة ركن أساسي من أركان الحياة اليومية ولا يجب أن تكون الرياضة جانبًا تنافسيًا فقط بل يجب أن تكون جانبًا صحيًا ترويحيًا قبل أي شي ، ونمط للحياة بشكل أفضل .
برأيك ما هو الدور الذي تلعبه الأسرة والمجتمع في دعم المرأة الرياضية في قطر؟
الأسرة تقع على عاتقها دور كبير في التوعيــة بأهميـــة ممارســــة المـــرأة

للرياضية، ولله الحمد، أصبح هناك وعياً أكبر لدى الأسر القطرية، حيث وفرت الدولة أماكن مغلقة لممارسة الرياضة حفاظًا على الخصوصية.. ويأتي هذا الأمر استشعارًا لأهمية دور المرأة في بناء المجتمعات السليمة في ظل التحديات المعاصرة، والعمل على تشجيع ممارسة الرياضة لكل أفراد المجتمع وخصوصًا السيدات، لضمان تمتعهن بحياة صحية آمنة، وهي من الأهداف الإستراتيجية التي تسعى الدولة لتحقيقها، وبما يحقق الخطط والبرامج والأهداف التي تُرسم من أجلها.
ما هي أبرز الأهداف التي تأملين تحقيقها في السنوات القادمة؟
أن تحصل جميع الفتيات والسيدات في دولة قطر على فرصة الاستفادة من المشاركة في الرياضة.. أن يكون للجنة رياضة المرأة القطرية دور كبير في توفير الفرص لهن للاشتراك بالرياضة وجعلها جزء من حياتهن، لاسيما أن دولة قطر انتقلت إلى مرحلة تمكين المرأة رياضيًا.. ولذلك أنصح الفتيات بضرورة استغلال الفرصة وتعزيز حضورها المتميز المحلي والإقليمي والدولي.
كيف تؤثر التكنولوجيا والابتكار في تطوير رياضة المرأة؟
نحن نعيش في عصر التكنولوجيا ولذلك لابد من الاستفادة من خلال الحصول على المعلومات التي تساعد على تقديم التجارب الناجحة للرياضيين حول العالم، وتقديمها للمرأة والاتحادات الرياضية للاستفادة منها للمنتخبات النسائية لاكتساب المزيد من الخبرات في مختلف الألعاب، بما يوفر عنصري الوقت والجهد في تطبيق البرامج التدريبية ..
إلى جانب الألعاب الالكترونية التي أصبحت محط أنظار العالم ، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية التي تضم الكم الهائل من الأخبار والأحداث الرياضية .
كما وأن تمت الاستفادة بشكل كبير جداً من التكنولوجيا خلال جائحة كورونا التي تم تطبيق فيها بعض البرامج الرياضية وحصص التدريب باستخدام تقنية العمل عن بعد .

في نهاية المقابلة نود أن نتقدم بأسمى معاني الشكر والتقدير لسيادتكم ونتمنى لكم المزيد من والنجاح والتقدم في مسيرتكم الناجحة بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *